منتديات ثانوية بلفاع الإعدادية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ثانوية بلفاع الاعدادية فضاء للتواصل والحوار وتبادل التجارب مفتوح في وجه تلاميذ وأطر المؤسسة وغيرهم من الزوار والضيوف

تعلن ثانوية بلفاع الإعدادية أنها أطلقت في موقعها الرسمي خزانة رقمية تضم بعض القصص والروايات والكتب وسيتم تعزيزها بالمزيد من الكتب مستقبلا .

    حاجة الأمة إلى أهل العلم

    adil malki
    adil malki
    عضو فعال
    عضو فعال


    حاجة الأمة إلى أهل العلم 6
    عدد المساهمات : 40
    تاريخ التسجيل : 30/09/2012

    حاجة الأمة إلى أهل العلم Empty حاجة الأمة إلى أهل العلم

    مُساهمة من طرف adil malki الجمعة أكتوبر 12, 2012 4:19 pm

    بداية نود أن نلقي هذا السؤال: هل طلب العلم ضرورة شرعية؟؟

    والجواب:
    أسباب كون العلم ضرورة شرعية:
    1- لأن حاجتنا إليه لا تقل عن حاجتنا إلى المأكل والمشرب والملبس والدواء، إذ به قوام الدين والدنيا.
    2- لأن المستعمرين - بل المحتلين الحاقدين - إنما احتلوا بلاد المسلمين لأسباب كثيرة، بيد أن من أهمها جهل المسلمين.
    3- انتشار المذاهب الهدامة، والنحل الباطلة، وما حدث ذلك إلا لأنها وجدت قلوباً خالية، فتمكنت منها، فإن القلوب التي لا تتحصن بالعلم الشـرعي، تكون عرضة للانخداع بالضلالات، والوقوع في الانحرافات.

    ثانيا: من أسباب ضعف الأمة:
    1- قلة العلماء العاملين: الذين ينذرون أنفسهم لبذل العلم ونشره، إنك اليوم تجد في كل بلد من بلاد المسلمين آلافاً من حملة المؤهلات العليا (الماجستير، والدكتوراه)، في التخصصات الشرعية، ولكن عندما تبحث عن العلماء العاملين المبلغين، الذين يجاهدون بعلمهم في سبيل الله ، لرفع الجهل عن الأمة، فإنك تجدهم قلة يعدون على الأصابع.
    2- سوء خطط التعليم في مراحل الدراسة المختلفة في البلاد الإسلامية: فإن خطط التعليم في كثير من البلاد الإسلامية سيئة للغاية: إما خطط علمانية، أو يسارية مستوردة من الشرق أو الغرب، والقليل منها ما يوجد في خططها بصيص من نور.
    ثالثا: أقسام العلم الشرعي من حيث الحكم:
    العلم الشرعي ثلاثة أقسام:
    أولها: فرض العين: وهو تعلم المكلف ما لا يتأدى الواجب -الذي يتعين عليه فعله- إلا به، كأركان الإسلام والإيمان ونحوهما.
    ثانيهما: فرض الكفاية: وهو تحصيل ما لا بد للناس منه في إقامة أمور دينهم ودنياهم، فإذا قام به بعضهم سقط عن الباقين.
    ثالثها: المستحب: وهو التبحر في أصول الأدلة، والإمعان فيما وراء القدر الذي يحصل به فرض الكفاية، ومن تخصص في علم وجوباً، أصبح غيره من العلوم له نفلاً.
    رابعا: طلب العلم في الصغر، وبعض أقوال العلماء فيه:
    إن من أنفس النصائح التي نقدمها للشباب أن نحثهم على الإقبال على العلم في هذه السن، فإنها فرصة حري بالعاقل اغتنامها، فقد يعجز في المستقبل عما يستطيعه اليوم.
    وللعلماء في ذلك أقوال كثيرة، توحي بأهمية الطلب في الصغر، وتميزه عن الطلب في الكبر. قال الحسن: "طلب العلم في الصغر كالنقش في الحجر".
    وقال علقمة: "أما ما حفظت وأنا شاب، فكأني أنظر إليه في قرطاسة أو ورقة" وذلك من قوة حفظه له.
    وقال الحسن بن علي لبنيه وبني أخيه: "تعلموا العلم، فإنكم إن تكونوا صغار قوم تكونوا كبارهم غداً، فمن لم يحفظ فليكتب".
    وسائل التعلم:
    1- تقوى الله - سبحـانه وتعالى - قال الله عز وجـل (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)، وهي أهم الوسائل وأعظمها، فبدونها لا تجدي الوسائل الأخرى.
    2- ملازمة العلماء والمشايخ في المساجد والبيوت.
    3- المدارس والمعاهد والجامعات، ونخص الشرعية منها.
    4- القراءة مع الزملاء والأصدقاء وطلاب العلم.
    5- كثرة الاطلاع والقراءات الخاصة المرتبة المنتقاة، والاسترشاد في هذا السبيل بآراء ذوي العلم والرأي، مع الحزم في التنفيذ والمتابعة.
    6- إعداد البحوث الدقيقة التي يتم فيها تحرير المسائل، واستخلاص النتائج، وسبر أغوار القضايا.
    7- المحافظة على الأوقات، وحسن ترتيبهـا، والحرص على استغلالها، بحيث يعطى كل ذي حق حقه، بدون غلو ولا جفاء.
    8- الاستماع إلى ما في أشرطة التسجيل من محاضرات وندوات ودروس علمية، فهي وسيلة معينة على طلب العلم، وإن كانت غير خاصة به.
    هذه الوسائل بمجموعها يمكن بها تحقيق طلب العلم، وأما الاقتصار على بعضها فقد يكون غير كاف لتحقيقه على الوجه المطلوب.

    والعلم لا يتلقى إلا من أفواه العلماء، فإن لم تستفد علما من أفواههم فإنك تفسد أكثر مما تصلح، وتضل عن سواء السبيل ، من حيث تظن أنك على هدى .
    فلزوم العلماء عصمة ونجاة شباب الأمة من الوقوع في البدع والشركيات ومن الوقوع في الفوضى العلمية التي لا يستفيد منها سوى أعداء هذه الأمة.

    ثبت عن - رسول الله صلى الله عليه وسلم- كما في الطبراني وغيره من حديث أمية الجمحي – رضي الله تعالى عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال :" إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الآصاغر ".
    وثبت أيضا عن ابن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال:" قد علمت متى يهلك الناس إذا أتى العلم من الصغير استعصى عليه الكبير ، وإذا أتى العلم من الكبير قبله الصغير فاهتديا".
    كل هذه الآثار تدلنا على أن السلف اعتنوا بقضية التلقي عن أهل العلم فبينوا وجوبها من جهة ، وبينوا ما يعكر على هذه القاعدة الجليلة التي من خلالها يصل العلم إلى الناس كما كان على عهد - رسول الله صلى الله عليه وسلم- فهذه الآثار هي من ضمن التحصيلات لأبناء الأمة حتى لا يقعوا في شرك وحبائل الشيطان .

    هناك فئتان من الناس:
    فئة قبلت العلم وتلقته عن طريق صحيح سليم، فهم ينفعون الأمة ، ويثمرون فيها الخير.
    وفئة أخرى أخذوا هذا العلم من غير مآخذه، فأصبحوا يتخبطون فيه، ويضلون الأمة، يحرفون، ويغلون، ويجهلون.
    والعلماء الأمناء هم الذين يذبون كيد هؤلاء ويبطلونه.

    أبو عبد الله أحمد بن حنبل إمام أهل السنة ابيضت لحيته شيبا والقلم في يده، والنعل في يده يعدو حتى يحصل مجلسا قيل له: يا أبا عبد الله إلى متى؟ قال :" من المحبرة إلى المقبرة".
    هؤلاء هم علماء الأمة أعطوا العلم كلهم فأعطاهم العلم بعضه ، ولهذا كان الإمام أحمد يدعو كثيرا للإمام الشافعي فقال عبد الله ابن الإمام أحمد: يا أبي أي رجل الشافعي؟ فإني سمعتك تكثر الدعاء له، قال: يا بني إنه كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، أفعن عن هذين خلف؟ أو من هذين عوض؟

    الشرك أعظم أما القول على الله بغير علم؟

    إن الله عز وجل رتب المنكرات، وبدأ بالأسهل وانتهى بالأكبر {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.

    لماذا جعل القول على الله –عز وجل- بغير علم في هذه الآية فوق الشرك بالله –عز وجل- شؤما وقبحا" لأن القول على الله عز وجل بغير علم" هو الجهل الذي عن طريقه يفشو الشرك بالأمة، وتنتشر البدع، ويغير دين الله سبحانه وتعالى.

    فالحرص على تلقي العلم عن العلماء المعتبرين هو سبيل الحفاظ على هذه الشبيبة.
    وهو الطريق الوحيد لإيصالهم لبر الأمان حتى تقر بهم أعين الأمة، ويقروا هم بأنفسهم عينا.

    قال الإمام مكحول فيما رواه عنه ابن عبد البر: { تفقه الرعاع فساد الدين، وتفقه السفلة فساد الدنيا} أو كما قال رحمه الله .
    فالعلماء من قديم يفطنون إلى أن من يتولى العلم لا بد أن يكون على أهل وأهلية ولا بد أن يكون له قدرة، ولا بد أن يكون له صبر، ومثابرة.

    ختاما: علينا أن نطلب العلم طلبا غايته الله وما أعده لمن سلك طريقا يلتمس فيه علما

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:15 pm