غادرت هذه الدنيا خنساء فلسطين، الحاجة مريم «أم نضال فرحات» رحمها الله رحمة واسعة، لقد كانت بحق مثال الأم الصابرة المجاهدة المحتسبة، لقد ربّت أبناءها بعد أن توفي عنها زوجها، رحمه الله، تربية جهادية ربانية، كيف لا وهي تتلو كتاب الله وتحفظ آياته، فكانت كالخنساء «تماضر بنت عمرو» بعد أن ملأ الإيمان قلبها، تحمد الله تعالى بأن شرّفها باستشهاد أبنائها الأربعة في معركة القادسية، وكانت قبل هدي الإسلام قد ملأت الدنيا حزنا وبكاء ورثاءً لأخيها صخر!
كانت المرة الأولى التي سمعت فيها عن هذه المجاهدة المربية الفاضلة، حين قام ابنها الشهيد محمد فرحات بعملية استشهادية بطولية في غزة في التسعينيات زلزلت الكيان الصهيوني، لقد استوقفتني طويلاً الصور التي بثّت في التلفاز وهي تودّع ابنها الشهيد وتقبله وتأخذ معه الصور التذكارية وهي ترتدي السلاح وتبتسم! لطالما تساءلت أين هذه المرأة من عاطفة الأمومة؟ أيّ قلب تحمله بين جنباتها؟! وكيف استطاعت أن تفعل هذا؟! لم يكن محمد هو الشهيد الأول لهذه المرأة، بل قدّمت ابنها الشهيد نضال والشهيد رواد، رحمهم الله جميعا، في عمليات جهادية في فلسطين، ولها ابن رابع أسير في سجون الاحتلال منذ أحد عشر عاماً! حين تربّي أم نضال أبناءها العشرة، ست من الأبناء وأربعة بنات، تربية جهادية، وتعدّهم جميعاً ليكونوا مشاريعاً استشهادية، وتسأل الله أن يتقبّل منها هذه التضحيات، وقلبها ممتلئ بالسكينة والطمأنينة، نعرف كيف استطاعت وداع فلذة قلبها وهو ذاهب للشهادة.
خنساء فلسطين ليست أماً لأبنائها فقط، بل هي أم لكل الشهداء على ثرى فلسطين، وأم لكل الأسرى في سجون الكيان الصهيوني، فأم نضال فرحات، رحمها الله، قدوة للأمهات في هذا العصر وكل العصور، ولو كانت الأمهات كأم نضال فرحات لكان حال أبناء الأمة غير هذا الحال! لأننا لو أعددنا وربينا أبناءنا وبناتنا على ما ربّت أم نضال لكانوا دعامات أساس قوية في بنيان هذه الأمة، ولوجدْتَ جيلاً من الشباب الربانيين يضعون الأمة في مقدمة الأمم الأخرى، ويحرصون على الشهادة حرصنا نحن على الحياة! ولكن غزة هاشم، فكّ الله حصارها، تعجّ بأمثال هؤلاء المجاهدين الحاملين أرواحهم على أكفهم، المستعدين للشهادة في أيّة لحظة دفاعاً عن شرف هذه الأمة، وإحياءً لفريضة الجهاد في سبيل الله، والتي حين غُيّبت عن الأمة بفعل الطغاة الظالمين؛ ذاقت ما ذاقت من الظلم والهوان، وقتال أعداء الأمة والإنسانية الصهاينة المحتلين!
أسأل الله تعالى لك أيتها الصابرة أن يبلغك منازل الشهداء، ويحشرك مع الصديقين والشهداء والصالحين، كم سيسعد أبناؤك الشهداء بلقائك الذي طالما انتظرتيه أنت وهم. هنيئاً لك خنساء فلسطين هذا اللقب، وهنيئاً لك هذه الجموع والحشود الغفيرة من المشيعين التي خرجت لوداعك، وهذه الآلاف من أبناء الأمة ممّن دمعت عيونهم لفراقك، فهذا دليل كرامة عند الله عز وجل، ولا أزكّي على الله أحدا، فهذه علامات لكرامة أوليائه في الحياة الدنيا وبعد الممات، وأسأل المولى عز وجل أن يكرمك بالفردوس الأعلى، وأسأله سبحانه أن يختم لنا بخاتمة الإحسان ويبلغنا منازل الشهداء ونلقاه سبحانه وهو راضٍ عنّا، إنّه سميع مجيب الدعاء.
كانت المرة الأولى التي سمعت فيها عن هذه المجاهدة المربية الفاضلة، حين قام ابنها الشهيد محمد فرحات بعملية استشهادية بطولية في غزة في التسعينيات زلزلت الكيان الصهيوني، لقد استوقفتني طويلاً الصور التي بثّت في التلفاز وهي تودّع ابنها الشهيد وتقبله وتأخذ معه الصور التذكارية وهي ترتدي السلاح وتبتسم! لطالما تساءلت أين هذه المرأة من عاطفة الأمومة؟ أيّ قلب تحمله بين جنباتها؟! وكيف استطاعت أن تفعل هذا؟! لم يكن محمد هو الشهيد الأول لهذه المرأة، بل قدّمت ابنها الشهيد نضال والشهيد رواد، رحمهم الله جميعا، في عمليات جهادية في فلسطين، ولها ابن رابع أسير في سجون الاحتلال منذ أحد عشر عاماً! حين تربّي أم نضال أبناءها العشرة، ست من الأبناء وأربعة بنات، تربية جهادية، وتعدّهم جميعاً ليكونوا مشاريعاً استشهادية، وتسأل الله أن يتقبّل منها هذه التضحيات، وقلبها ممتلئ بالسكينة والطمأنينة، نعرف كيف استطاعت وداع فلذة قلبها وهو ذاهب للشهادة.
خنساء فلسطين ليست أماً لأبنائها فقط، بل هي أم لكل الشهداء على ثرى فلسطين، وأم لكل الأسرى في سجون الكيان الصهيوني، فأم نضال فرحات، رحمها الله، قدوة للأمهات في هذا العصر وكل العصور، ولو كانت الأمهات كأم نضال فرحات لكان حال أبناء الأمة غير هذا الحال! لأننا لو أعددنا وربينا أبناءنا وبناتنا على ما ربّت أم نضال لكانوا دعامات أساس قوية في بنيان هذه الأمة، ولوجدْتَ جيلاً من الشباب الربانيين يضعون الأمة في مقدمة الأمم الأخرى، ويحرصون على الشهادة حرصنا نحن على الحياة! ولكن غزة هاشم، فكّ الله حصارها، تعجّ بأمثال هؤلاء المجاهدين الحاملين أرواحهم على أكفهم، المستعدين للشهادة في أيّة لحظة دفاعاً عن شرف هذه الأمة، وإحياءً لفريضة الجهاد في سبيل الله، والتي حين غُيّبت عن الأمة بفعل الطغاة الظالمين؛ ذاقت ما ذاقت من الظلم والهوان، وقتال أعداء الأمة والإنسانية الصهاينة المحتلين!
أسأل الله تعالى لك أيتها الصابرة أن يبلغك منازل الشهداء، ويحشرك مع الصديقين والشهداء والصالحين، كم سيسعد أبناؤك الشهداء بلقائك الذي طالما انتظرتيه أنت وهم. هنيئاً لك خنساء فلسطين هذا اللقب، وهنيئاً لك هذه الجموع والحشود الغفيرة من المشيعين التي خرجت لوداعك، وهذه الآلاف من أبناء الأمة ممّن دمعت عيونهم لفراقك، فهذا دليل كرامة عند الله عز وجل، ولا أزكّي على الله أحدا، فهذه علامات لكرامة أوليائه في الحياة الدنيا وبعد الممات، وأسأل المولى عز وجل أن يكرمك بالفردوس الأعلى، وأسأله سبحانه أن يختم لنا بخاتمة الإحسان ويبلغنا منازل الشهداء ونلقاه سبحانه وهو راضٍ عنّا، إنّه سميع مجيب الدعاء.