يقال أن الموناليزا لسيدة إيطالية تدعى مادونا ليزا دي أنتونيو ماريا جيرارديني زوجة للتاجر الفلورنسي فرانشيسكو جوكوندو صديق دا فينشى والذي طلب منه رسم اللوحة لزوجته عام 1503.
ولكن السيدة ليزا لم تحبّ زوجها هذا, والذي كان متزوجاً من اثنتين قبلها، لأن الرجل الذي أحبته توفى.
أهم ما يميز لوحة الموناليزا للمشاهد العادي هو نظرة عينيها والابتسامة الغامضة التي قيل إن دا فينشي كان يستأجر مهرجاً لكى يجعل الموناليزا تحافظ على تلك الابتسامة طوال الفترة التي يرسمها فيها.
اختلف النقاد والمحللين على تفسير تلك البسمة، وتراوحت الآراء بسر البسمة بدرجات مختلفة بدءاً من ابتسامة أم دا فينشي وانتهاء بعقدة جنسية مكبوتة لديه.
إلا أن ما يميز لوحة الموناليزا هو تقديم لتقنيات رسم مبتكرة جداً. فقبل الموناليزا كانت لوحات الشخصيات وقتها للجسم بشكل كامل وترسم مقدمة الصدر إما إسقاطاً جانبياً لا يعطي عمقاً واضحاً للصورة (وهي الأغلب) وإما أمامياً مباشراً للشخص وبنفس العيب.
فكان دا فينشي أول من قدم الإسقاط المتوسط الذي يجمع بين الجانب والأمام في لوحات الأفراد. وبذلك قدم مبدأ الرسم المجسم. تمكن ملاحظة الشكل الهرمي الذي يعطي التجسيم في اللوحة حيث تقع اليدين على قاعدتي الهرم المتجاورتين بينما تشكل جوانب الأكتاف مع الرأس جانبين متقابلين للهرم. كانت هذه التقنية ثورية وقتها وهي التي أعطت دفعاً يجبر المشاهد إلى التوجه إلى أعلى الهرم وهو الرأس. تم تقليد هذا الأسلوب فوراً من قبل عظماء الرسامين الإيطاليين المعاصرين له مثل رافاييل. كما قدم ليوناردو تقنية في هذه اللوحة وهي تقنية الرسم المموه،إذ لا توجد خطوط محددة للملامح بل تتداخل الألوان بصورة ضبابية لتشكل الشكل.
اعتمد ليوناردو نفس التقنية الضبابية ليعطي انطباع العمق في الخلفية. حيث يتناقص وضوح الصورة في الخلفية كلما ابتعدت التفاصيل. وهي تقنية لم تكن معروفة قبل هذه اللوحة وأعطت إحساساً بالواقعية بصورة لا مثيل لها في ذلك الوقت. فرسومات ذلك العصر كانت تعطي نفس الوضوح لجميع محتويات اللوحة.
مكنته هذه التقنية من دمج خلفيتين مختلفتين تماماً ويستحيل الجمع بينها في الواقع؛ فالخلفية على يمين السيدة تختلف في الميل والعمق وخط الأفق عن الخلفية التي على اليسار. بحيث تظهر كل خلفية وكأنها رسمت من ارتفاعات أفقية مختلفة للرسام. يعتقد أن الصورة الحالية غير كاملة إذ يوجد لوحات منسوخة من قبل رافاييل للمونيليزا تظهر تفاصيل جانبية إضافية يعتقد أنها قد أتلفت سابقاً عند نقل اللوحة من إطار إلى إطار آخر. لم يستلم فرانشيسكو زوج الموناليزا اللوحة من دا فينشي، لأن دا فينشي استغرق وقتاً طويلاً لرسمها، ويعتقد أن دا فينشي كان يسافر حاملاً اللوحة معه ليعرض أسلوبه الجديد ومهاراته. جلب ليوناردو الصورة إلى فرنسا عام 1516 م واشتراها ملك فرنسا فرنسيس الأول. وضعت الصورة أولاً في قصر شاتوفونتابلو ثم نقلت إلى قصر فرساي, بعد الثورة الفرنسية وعلقها نابليون الأول بغرفة نومه, وتعرض اللوحة حالياً في متحف اللوفر في باريس عاصمة فرنسا. جدير بالذكر أن الموناليزا ليست أغلى لوحة في العالم رغم شهرتها الكبيرة.
ثقافة اونلاين