و الصلاة والسلام على افضل الانبياء و المرسلين سيدنا و حبينا محمد صلى الله عليه وسلم
اما بعد .... بعون من الله تعالى
مرحباا باعضاء و زوار منتدنا الحبيب
في
نظرية الانعزال البيئي
الانعزال البيئي ببساطة هو الاستقلال فتنعزل الأمة داخل حدودها ويقل تفاعلها مع الدول الأخرى في حين يزداد التفاعل الداخلي داخل مجتمع الأمة وإذا كان الانعزال شديداً فإن الأمة تصل إلى درجة الاحتقان بفترة أقل ويكون الاحتقان شديداً كانعزال المغول في الصحاري الجافة الباردة شمال الصين.
إن الاحتقان الذي ينتج عن الانعزال البيئي ينتج عنه رد فعل حسب قانون نيوتن (الثالث) فتنطلق الأمة للخارج في شكل غزوات أو حروب أو فتوحات على الأمم الأخرى.
إن الانعزال البيئي مثل التفاعل الكيماوي فإن الدورق الذي نضع فيه المواد الكيميائية معزول عن الدوارق الأخرى فيكون التفاعل الذي يجري بداخله يختلف عن غيره ومع الزمن تتكون بداخله مواد شديدة التفاعل تفيض من الدورق وتنطلق للخارج وتتفاعل مع الخارج .
وحدة الكون: إن الكون الذي نعيش فيه هو وحدة واحدة تشرق عليه شمس واحدة ونفس القمر ونفس النجوم ونفس الهواء ونفس المواد والعناصر الكيميائية فلو تكونت مركبات مختلفة في منطقة ما من العالم فإنها تميل إلى التفاعل مع المواد المختلفة معها لتصل إلى درجة التعادل كي تتوحد مع المواد المختلفة معها؛ وهذا يحصل في تفاعلات الطاقة ( الروح ) كما يحصل في تفاعلات المادة لأن المدة من الطاقة والطاقة من المادة ـ راجع فصل : طاقة الروح.
أشكال الانعزال البيئي:
1: انعزال جغرافي. 2: انعزال عقائدي. 3: انعزال تآمري.
1: الانعزال الجغرافي
إن انعزال الأمة داخل تضاريس جغرافية مانعة بحيث تمنع اختلاطهم وتفاعلهم مع الأمم الأخرى ودرجة المنع ممكن أن تصل إلى 90% فكلما زادت شدة التضاريس الجغرافية كلما زادت شدة المنع وبالتالي يزيد الاحتقان داخل الأمة المعزولة.
إن الانعزال البيئي الجغرافي هو الذي ينشئ القومية وهو سبب ظهور اللغة المشتركة للأمة الواحدة المنعزلة جغرافياً.
أمثلة على الانعزال البيئي الجغرافي من التاريخ:
1: انعزال المغول في الصحاري الباردة جداً والجافة جداً ( مناخ شديد القسوة ) وهو أشد انعزال سجله التاريخ فكانت درجة الاحتقان شديدة جداً مما أدى إلى أن ينطلقوا بحروب خارج بلادهم بمسافات تصل إلى ألوف الأميال ؛ فدمروا بغداد عام 1250م وغزوا الدولة العثمانية وقتلوا قائدها بايزيد عام 1400م ، وغزوا أوروبا ، وغزوا الهند ، وغزوا الصين.
2: انعزال العرب في الصحاري الجافة الحارة فكانت درجة الاحتقان متوسطة فخرج من المنطقة دعوات تبشر بالأديان السماوية وتدعو إلى الحق والعدل والسلام ؛ وأدت إلى فتوحات تبشر بالدين الإسلامي ؛ والفرق بين الفتوحات الإسلامية والحروب أن الفتوحات كانت رحيمة لا تدمر ؛ ونذكر وصية الخليفة أبو بكر للجند: لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا تقتلوا شاةً ولا بعيرا .ثم إن كثيراً من الشعوب المستضعفة كانوا يستبشرون خيراً عند سماعهم وقع حوافر جند المسلمين التي كانت تجلب لهم الخير والعدل.
3: انعزال الجزر البريطانية داخل المحيط بعيدة عن أوروبا أدى لاختلافه عن أوروبا فتكونت فيها حالة من الاحتقان الشديد ( أقل من المغول ) فانطلقت في موجات استعمارية مؤذية فاستعمرت الكثير من الشعوب ونهبت خيراتها وعملت الكثير من المكائد والدسائس للشعوب المستعمرة فقسمت العرب إلى دويلات طفيلية باتفاقية سايكس بيكو بالتعاون مع فرنسا ؛ وزرعت إسرائيل في قلب العرب مع كل ما أدت إليه إسرائيل من كوارث ومآسي على العرب ؛ كما أن بريطانية عملت فتنة في كشمير المسلمة فسلمتها للهند غير المسلمة ولم تسلمها لباكستان المسلمة ؛ كما أنها قامت بحرب الأفيون بالصين ؛ وغيرها وغيرها الكثير جداً من المآسي والمظالم.
4: انعزال جزر اليابان داخل المحيط الهادي فأدى لاحتقان شديد لدى الأمة اليابانية فانطلقت في موجات استعمارية مؤلمة في كوريا والصين وأقامت المذابح للصينيين .
5: انعزال الولايات المتحدة الأمريكية بين محيطين ( الهادي والأطلسي ) أدى إلى حالة من الاحتقان الشديد فضربت اليابان بالقنابل الذرية وقتلت عشرات الألوف من اليابانيين في مدينتي هيروشيما وناجازاكي عام 1945 ؛ كما وقتلت ملايين الكوريين في الحرب الكورية عام 1950 ـ 1953 ؛ وقتلت ملايين الفيتناميين في حرب فيتنام عام 1960 ـ 1972 ؛ ودعمت اسرائيل بالمال والسلاح لقتل العرب والشعب الفلسطيني ؛ ودعمت أنظمة الحكم المستبدة التي تجلد شعوبها كي تمتص ( تتطفل ) أمريكا ثرواتها الطبيعية خصوصاً الثروة النفطية وذلك في الوطن العربي وباقي العالم ؛واحتلت العراق ودمرته لأنه لم يذعن لمطالبها التطفلية على النفط.
: الانعزال العقائدي:
وهي انعزال الأمة أو مجموعة الأفراد داخل عقيدتهم فيمتنعون عن التفاعل مع الأمم الأخرى فيؤدي إلى الاحتقان مثل انعزال أوروبا المسيحية في القرون الوسطى مما أدى لغزوات الحروب الصليبية على العرب والمسلمين ؛ وانعزال اليهود داخل عقيدتهم مما أدى ( بالتعاون مع الاستعمار العالمي ـ بريطانية وأمريكا ) لقيام إسرائيل مع كل المذابح والمآسي التي صاحبت إنشاءها وما زالت مستمرة لغاية الآن.
3: الانعزال التآمري : مثل اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الأرض العربية إلى دويلات طفيلية ـ راجع الدويلات الطفيلية ـ وأعمدة المؤامرة السبعة .
ـــــــــــــــــــــــــ
من كتاب: تعاقب الأجيالــــــ